وسط عالم الأسواق المالية المتقلب، يُعدّ مؤشر الدعم والمقاومة المبرمج على منصة تريدنج فيو واحدًا من الأدوات التي تمنح المتداول قوة إضافية في التنبؤ بالحركة السعرية. يعتمد هذا النوع من المؤشرات على تحليل مستويات التوازن بين المشترين والبائعين، حيث تُرسم خطوط واضحة تمثل مناطق الدعم والمقاومة، وتتفاعل معها الأسعار بشكل ديناميكي.
يظهر الخط الأخضر عادةً كمستوى مستهدف لجني الأرباح (Take Profit)، بينما يُستخدم الخط الأحمر لتحديد نقطة إيقاف الخسارة (Stop Loss)، مما يمنح المتداول وضوحًا كاملًا بشأن مخاطره المحتملة قبل الدخول في الصفقة. أما الخط الأصفر المائل، فهو يمثل دعمًا تصاعديًا طويل الأمد، يُعبّر عن اتجاه عام صاعد يعكس قوة في هيكل السوق.
يُدمج هذا المؤشر إشارات الشراء والبيع التي تُولد تلقائيًا بناءً على حركة السعر النشطة حول تلك المستويات الحرجة. فعندما يقترب السعر من منطقة دعم ويتكوّن نمط انعكاسي، تظهر إشارة “Buy”، أما إذا تم كسر مستوى مقاومة مهم مع تسارع في الزخم، فغالبًا ما تُولد إشارة “Sell” مبنية على كسر كاذب أو تأكيد انعكاس.
وتعتمد خوارزمية المؤشر على تحليل سلوك الشموع خلال فترة زمنية محددة (مثل 15 شمعة)، بالإضافة إلى معايير سعرية مبنية على إغلاق الأسعار ومتوسطاتها المتحركة، مما يجعل المؤشر أكثر مرونة وقابلية للتخصيص وفق طبيعة السوق المستهدفة. كل هذه العناصر مجتمعة تجعل المؤشر قادرًا على قراءة الأنماط المتكررة وتقديم إشارات قابلة للتنفيذ بشكل سريع ودقيق.
يكمن جمال هذا النوع من التحليل في قدرته على التحوّل من أداة رصد تقليدية إلى نظام تداول شبه متكامل، خاصة عندما يُدمج مع أدوات تأكيد إضافية مثل الزخم أو الحجم. ومن خلال برمجة مؤشرات تريدنج فيو، يستطيع المتداول تصميم المؤشر وفق استراتيجيته الخاصة، سواء أكان يفضّل التداول السريع أو المحافظ.
إن برمجة مؤشرات تريدنج فيو لا تتيح فقط قراءة أفضل لحركة السعر، بل تمنح المتداول استقلالية في تطوير أدواته دون الاعتماد الكامل على مؤشرات جاهزة. فكل مستوى دعم ومقاومة، وكل إشارة دخول أو خروج، ليست مجرد تنبؤ، بل نتيجة لخوارزمية محددة يمكن التحكم فيها وتطويرها مع مرور الوقت.
الخلاصة
يمثل مؤشر الدعم والمقاومة المبرمج نموذجًا حيًا لقوة الدمج بين التحليل الفني والبرمجة الذكية، حيث تتحوّل الأنماط السلوكية للأسعار إلى إشارات قابلة للتنفيذ. وكل ذلك يتم بدقة واستجابة فورية للحركة السوقية. ومع التوسع في تعلم برمجة مؤشرات تريدنج فيو، يصبح المتداول ليس فقط مستخدمًا للمؤشرات، بل صانعًا لها، بما يتوافق مع أسلوبه وأهدافه الخاصة في السوق.